الازهر الشريف

**الأزهر في مصر: منارة العلم والإشعاع الديني عبر القرون** يُعتبر **جامع وجامعة الأزهر** في مصر أحد أقدم وأبرز المؤسسات التعليمية والدينية في العالم الإسلامي، حيث يجمع بين أصالة التراث الإسلامي وحيوية العصر الحديث. منذ تأسيسه قبل أكثر من ألف عام، ظل الأزهر شاهدًا على تحولات التاريخ، وحافظ على دوره كمركز للإشعاع الفكري والروحي، ليس في مصر فحسب، بل في العالم أجمع. ### **التأسيس والتاريخ** بُنِيَ **جامع الأزهر** في عام **972م** (361 هـ) على يد **جوهر الصقلي**، القائد العسكري للخليفة الفاطمي **المعز لدين الله**، كمكان للعبادة ونشر المذهب الشيعي الإسماعيلي. ومع انتهاء العصر الفاطمي وبداية الحكم الأيوبي لمصر، تحول الأزهر إلى مركز للسُّنَّة، وأصبح جامعة إسلامية تدرس المذاهب السنية الأربعة. عبر القرون، ازدهر الأزهر كقلعة للعلم، حيث درس فيه كبار العلماء مثل **ابن خلدون** و**السيوطي**، كما لعب دورًا سياسيًا بارزًا في مواجهة الاحتلال الفرنسي لمصر (1798–1801) عبر مقاومة علمائه، بقيادة **عمر مكرم**. وفي العصر الحديث، أصبح الأزهر رمزًا للاعتدال الديني والوسطية، ودافع عن الهوية الإسلامية في مواجهة التطرف. ### **الأزهر: جامعة ومنارة علمية** يضم الأزهر اليوم **نظامًا تعليميًا شاملاً** يبدأ من **المعاهد الأزهرية** المنتشرة في أنحاء مصر، وصولًا إلى **جامعة الأزهر**، التي تضم كليات في مختلف التخصصات الشرعية (كالشريعة وأصول الدين) والعلمية (كالطب والهندسة). كما يلعب الأزهر دورًا دوليًا من خلال استقبال آلاف الطلاب الوافدين من أفريقيا وآسيا وأوروبا. يُشرف **مجلس علماء الأزهر** و**شيخ الأزهر** (أبرز من شغل هذا المنصب حديثًا **الشيخ أحمد الطيب**) على الفتاوى والخطاب الديني، مع التركيز على تجديد الفكر الإسلامي ومواكبة قضايا العصر مثل حقوق المرأة والعلوم الحديثة. ### **التحديات ودور الأزهر المعاصر** يواجه الأزهر اليوم تحديات عديدة، منها: - **مواجهة التطرف الديني** عبر نشر الفكر الوسطي. - **التحديث والتطوير** لمواكبة العصر دون التفريط في الثوابت. - **الحفاظ على مكانته** في ظل تنافس المؤسسات الدينية الأخرى. ومع ذلك، يظل الأزهر صرحًا حيويًا يجمع بين الأصالة والحداثة، ويمثل جسرًا للتفاهم بين الشرق والغرب، كما يقول شيخ الأزهر: *"الأزهر ليس لمصر وحدها، بل هو للإسلام والعالم أجمع"*. ### **الخاتمة** الأزهر ليس مجرد مبنى تاريخي أو جامعة عريقة، بل هو **ضمير الأمة الإسلامية** وصرحها الشامخ الذي يحمل رسالة العلم والإيمان والتسامح. في عصر تتزايد فيه الانقسامات، يبقى الأزهر منارة تُضيء طريق المعرفة والسلام، مؤكدًا أن الإسلام دين حضارة وإنسانية. > "مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا أَخْرَجَ اللَّهُ بِهِ نُورًا يَهدِي بِهِ الْعِبَادَ." — إحياء علوم الدين للغزالي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قناه السويس شريان الحياه

ديب سكيب

الطقس