الظلم

# **الظلم: جذوره، آثاره، وسبل مواجهته** ## **مقدمة** الظلم من أبشع الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان أو المجتمع، فهو ليس مجرد انتهاك للحقوق، بل هو هدم للعدل الذي يُعد أساس استقرار الحياة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: **"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ"** (سورة إبراهيم، الآية 42). فالظلم آفة تفتك بالفرد والمجتمع، وتترك آثارًا مدمرة على المستويات النفسية والاجتماعية والدينية. ## **ما هو الظلم؟** الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، سواء كان ذلك بالاعتداء على حقوق الآخرين، أو بالتقصير في أداء الواجبات، أو بالحكم بين الناس بغير عدل. ويتخذ الظلم أشكالًا متعددة، منها: - **الظلم الاجتماعي**: مثل التمييز بين الناس على أساس العرق أو الجنس أو الدين. - **الظلم الاقتصادي**: كالاستغلال والاحتكار والسرقة. - **الظلم السياسي**: كالقمع والاستبداد وسلب الحريات. - **الظلم الشخصي**: كالاعتداء بالقول أو الفعل على الآخرين. ## **آثار الظلم** 1. **على الفرد**: - يؤدي الظلم إلى تدمير نفسية الظالم قبل المظلوم، حيث يقع تحت وطأة الشعور بالذنب أو الخوف من العقاب. - المظلوم يعاني من القهر واليأس، وقد يدفعه الظلم إلى الانتقام أو فقدان الثقة في المجتمع. 2. **على المجتمع**: - انتشار الظلم يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية وانهيار الثقة بين الأفراد. - يولد الكراهية والحقد، مما يهدد أمن المجتمع واستقراره. - يضعف الاقتصاد بسبب انتشار الفساد واللامساواة. 3. **على المستوى الديني**: - الظلم معصية كبرى، وقد حذر الله منه في العديد من الآيات، مثل قوله تعالى: **"إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ"** (سورة الأنعام، الآية 144). - الظالم يُحرم من رحمة الله ويُعرض نفسه لعقاب الدنيا والآخرة. ## **كيف نواجه الظلم؟** 1. **بالعدل**: - يجب أن نبدأ بأنفسنا، بأن نكون عادلين في تعاملاتنا مع الآخرين. - الحكومات والمؤسسات يجب أن تقوم على مبادئ العدل والمساواة. 2. **بالتوعية**: - نشر ثقافة العدل والإنصاف عبر التعليم والإعلام. - تذكير الناس بخطورة الظلم وعواقبه الدينية والدنيوية. 3. **بالمقاومة السلمية**: - على المظلوم أن يطلب حقه بالطرق المشروعة، دون اللجوء إلى العنف. - المجتمع يجب أن يتضامن مع المظلومين ويدعمهم في نيل حقوقهم. 4. **بالدعاء**: - المظلوم له دعوة مستجابة، كما قال النبي ﷺ: **"اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"** (رواه الترمذي). ## **خاتمة** الظلم ليس خيارًا أخلاقيًا ولا اجتماعيًا، بل هو طريق إلى الدمار والخراب. علينا أن نعمل جميعًا لبناء مجتمع يقوم على العدل والرحمة، لأن العدل هو أساس الملك، والظلم هو بداية الانهيار. كما قال الشاعر: > وَالظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تَجِدْ > ذَا عَدْلٍ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِبَشَرِ فلنكن من العادلين، ولننصر المظلوم، حتى نعيش في مجتمع تسوده القيم الإنسانية والأخلاقية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قناه السويس شريان الحياه

ديب سكيب

الطقس