ترامب والسعودية

### **دونالد ترامب والمملكة العربية السعودية: علاقة استراتيجية أم مصلحة مؤقتة؟** عُرفت العلاقة بين الرئيس الأمريكي السابق **دونالد ترامب** والمملكة العربية السعودية بأنها واحدة من أكثر التحالفات قوة خلال فترة رئاسته (2017-2021)، حيث اتسمت بالتعاون الاقتصادي والعسكري الوثيق، لكنها أيضًا أثارت جدلًا واسعًا حول مدى توافق هذه العلاقة مع المصالح الأمريكية طويلة الأجل. #### **زيارة ترامب التاريخية إلى السعودية** في مايو 2017، اختار ترامب السعودية كأول وجهة له في جولته الخارجية بعد توليه الرئاسة، في خطوة اعتُبرت رسالة دعم قوية للرياض. خلال الزيارة، وقّعت الولايات المتحدة والمملكة صفقات اقتصادية وعسكرية ضخمة بلغت قيمتها **مئات المليارات من الدولارات**، بما في ذلك صفقة أسلحة بقيمة **110 مليار دولار**. كما أطلقت الرياض مبادرة **الشراكة الاستراتيجية الأمريكية السعودية**، التي هدفت إلى تعزيز التعاون في الطاقة والاستثمارات والأمن. #### **العلاقات الشخصية مع القيادة السعودية** تميزت علاقة ترامب بولي العهد السعودي **محمد بن سلمان** بالوثاقة، حيث دعم ترامب سياسات ابن سلمان الإصلاحية مثل رؤية 2030، كما وقف إلى جانبه خلال أزمات دولية، مثل حرب اليمن وأزمة خاشقجي. ومع ذلك، تعرض ترامب لانتقادات بسبب دعمه غير المشروط للرياض رغم الانتقادات الدولية حول سجل السعودية في حقوق الإنسان. #### **النفط والأمن الإقليمي** اعتمد ترامب على السعودية لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، حيث ضاعفت الرياض إنتاجها النفطي لتعويض أي نقص محتمل. كما شهدت الفترة تعاونًا أمنيًا مكثفًا لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، بما في ذلك التنسيق في ملفات مثل سوريا والعراق. #### **الجدل حول أولويات السياسة الأمريكية** رغم المكاسب الاقتصادية، اتُهم ترامب بإعطاء الأولوية للمصالح التجارية الشخصية (مثل صفقات أعمال عائلة ترامب في السعودية) على حساب حقوق الإنسان والديمقراطية. كما أن دعمه القوي لابن سلمان بعد أزمة مقتل الصحفي **جمال خاشقجي** أثار غضب الكونجرس الأمريكي وحلفاء واشنطن التقليديين. #### **مستقبل العلاقات بعد ترامب** مع تولي الرئيس **جو بايدن** الرئاسة، شهدت العلاقات الأمريكية السعودية بعض التبريد، خاصة في ملفات مثل حقوق الإنسان وحرب اليمن. ومع ذلك، تبقى السعودية شريكًا استراتيجيًا لواشنطن بسبب أهميتها النفطية والأمنية. أما ترامب، فما زال يُظهر دعمه العلني لابن سلمان، مما يطرح تساؤلات حول تأثير عودته المحتملة إلى البيت الأبيض على مستقبل التحالف الأمريكي السعودي. ### **الخلاصة** لقد مثلت علاقة ترامب بالسعودية نموذجًا للتحالف القائم على المصالح الاقتصادية والعسكرية المباشرة، لكنها كشفت أيضًا عن التوتر بين القيم الأمريكية والمصلحة الاستراتيجية. بينما يعتبر البعض أن هذه العلاقة عززت موقع واشنطن في الشرق الأوسط، يرى آخرون أنها أضرت بمصداقية الولايات المتحدة كمدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قناه السويس شريان الحياه

ديب سكيب

الطقس